إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب اللمع في الرّد على أهل الزّيغ والبدع

كتاب اللمع في الرّد على أهل الزّيغ والبدع

كتاب اللمع في الرّد على أهل الزّيغ والبدع

تحمیل

كتاب اللمع في الرّد على أهل الزّيغ والبدع

89/135
*

لأن الله تعالى قال : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ) (١). فأجلهم (٢) الله أربعة أشهر. ثم قال : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) يقول واعلام من الله ورسوله (٣) (إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) يعنى من العهود التى كانت بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبينهم (٤) اذا انقضت الأربعة الأشهر ثم استثنى قوما من المشركين يقال انهم من بنى كنانة فقال : (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) (٥) الى انقضاء مدتهم. على أن الله تعالى ذكر المشركين ولم يقل من شركهم ، ولو كان قوله تعالى : (بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يدل على أنه لم يخلق شركهم لدل على أنه لم يخلقهم ؛ لأنه تعالى برئ من المشركين ومن شركهم. ولو كان قوله تعالى (بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (٦) يوجب أنه ما خلق شركهم للزم القدرية اذ قال انه ولى المؤمنين (٧) أنه خلق ايمانهم. فلما لم بكن هذا عندهم هكذا بطل ما قالوه.

__________________

(١) س ٩ الآية ١٠.

(٢) ب ، ل ، م : فأحلهم بالحاء وتصح مع التأويل.

(٣) س ٩ الآية ٢.

(٤) ب وتبعه ل : بينه.

(٥) س ٩ الآية ٧.

(٦) ل : ما بين قوسين قد تركه الناسخ.

(٧) أو تبعه ب ، م : فقد. ولا شك أن اللفظ الصحيح هنا هو «أنه» لأن أن وما دخلت عليه فى تأويل مصدر فاعل لقوله «للزم ...».