مسألة
فان قال : فما
معنى قوله تعالى : (ما تَرى فِي خَلْقِ
الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ)؟ قيل له : قال الله تعالى : (خَلَقَ سَبْعَ
سَماواتٍ طِباقاً) واحدة فوق الأخرى (ما تَرى فِي خَلْقِ
الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) يعنى فى السموات ؛ لأنه قال : «فارجع البصر» بعد ذكر
السموات (هَلْ تَرى مِنْ
فُطُورٍ) يعنى من شقوق ، فيه. ثم قال : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) فى السموات والأرض (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ
الْبَصَرُ خاسِئاً) يعنى معيبا (وَهُوَ حَسِيرٌ) يعنى مغلوبا ، لم يذكر الله تعالى الكفر ولا أفعال العباد
فى هذه الآية فكون للقدرية فى ذلك حجة.
مسألة
فان قال قائل :
فما معنى قول الله تعالى : (أَحْسَنَ كُلَّ
شَيْءٍ خَلَقَهُ ..) ؟ قيل له : معنى ذلك أنه يحسن أن يخلق ، كما يقال فلان يحسن
الصياغة أى يعلم كيف يصوغ ، فأخبر الله تعالى أنه يعلم أنه كيف يخلق الأشياء.
__________________