فان قال قائل : ما أنكرتم أن يكون البارى سبحانه عالما لا بنفسه ولا بمعنى يستحيل أن يكون هو نفسه. قيل له : لو جاز هذا لجاز أن يكون قولنا «عالم» لم يرجع به الى نفسه ولا الى معنى ولم يثبت به نفسه ولا معنى يستحيل أن يكون هو نفسه ، واذا لم يجز هذا بطل ما قالوه.
وهذا الدليل يدل على اثبات صفات الله تعالى لذاته كلها : من الحياة ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، وسائر صفات الذات (١).
__________________
(١) للبارى تعالى صفات كثيرة منها صفة نفسية وهى الوجود ، ويرى المحققون من المتكلمين أنها من الأمور الاعتبارية. ومنها صفات أسلوب بمعنى أن مفهومها سلبى مثل القدم والبقاء. ومنها صفات أفعال مثل كونه رازقا وهذه والتى قبلها لا تقتضى ثبوت وصف قائم بالبارى. ومنها صفات ثبوتية مثل القدرة والإرادة وهى المقصودة بقول المؤلف «صفات الذات».