الأشياء واحد . وقد قال الله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما
آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) فهذا معنى احتجاجنا آنفا.
مسألة
فان قال قائل : ما
الدليل على جواز اعادة الخلق؟ قيل له : الدليل على ذلك أن الله سبحانه خلقه أولا
لا على مثال سبق ، فاذا خلقه أولا لم يعيه أن يخلقه خلقا آخر. وقد قال عزوجل : (وَضَرَبَ لَنا
مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ ؛ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ. قُلْ
يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) فجعل النشأة الأولى دليلا على جواز النشأة الآخرة لأنها فى
معناها. ثم قال : (الَّذِي جَعَلَ
لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) فجعل ظهور النار على حرها ويبسها من الشجر الأخضر على
نداوته ورطوبته دليلا
__________________