قيل (١) : قد أفاد مولانا الصادق عليهالسلام في هذا الحديث الشريف فوائد جمّة لا تذهب على اولي النهى :
منها : أنّ المراد بمحبّة أمير المؤمنين عليهالسلام ما يورث المعرفة بمقامه عليهالسلام إذ هو الذي يساوق الإيمان ، وأن ليس المراد بها محبّة شخصه الموجود في الدنيا مدّة ، المحسوس بالحواسّ الجزئيّة ، بل المراد محبّة حقيقته الإلهيّة ومقامه العقلي الكلّي الذي كان قبل أن يخلق الخلق.
وأنّ نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ارسل إلى سائر الأنبياء وأوصيائهم عليهمالسلام في مقامه العقليّ الكلّي ، وبشّرهم وأنذرهم ، وهم يومئذ مكلّفون بطاعته وامتثال أمره واجتناب معصيته ، تصديقا لقوله سبحانه : (هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) [٥٣ / ٥٦].
وأنّه الضامن على الله ـ سبحانه ـ ما وعد به أهل الاستجابة والطاعة ، وما توعّد به أهل التكذيب والمعصية.
وأنّ أمير المؤمنين عليهالسلام خليفته على ذلك كلّه في سائر أمّته من الأولين والآخرين ـ سواء الأنبياء والامم ـ.
وأنّ حكمه جار على سدنة الجنان ، وعلى خزنة النيران ، يصدرون عن أمره ونهيه.
وأنّ الملائكة متعبّدون بالاستغفار لشيعته ، كتعبّدهم بالتوحيد والنبوّة والولاية ، قال تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) [٤٠ / ٧].
__________________
(١) ـ لم أعثر على القائل.