قال طلحة : «بل قرآن كلّه».
قال : «إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة ، فإنّ فيه حجّتنا وبيان حقّنا ، وفرض طاعتنا».
قال طلحة : «حسبي ؛ أمّا إذا كان قرآنا فحسبي».
ولا يبعد أيضا أن يقال : «إن بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ، ولم يكن من أجزاء القرآن ، فيكون التبديل من حيث المعنى ؛ أي حرّفوه وغيّروه في تفسيره وتأويله ؛ أعني حملوه على خلاف ما هو به. فمعنى قولهم عليهمالسلام : «كذا نزلت» ، أنّ المراد به ذلك ؛ لا أنّها نزلت مع هذه الزيادة في لفظها فحذف منها ذلك اللفظ.
وممّا يدلّ على هذا ما رواه في الكافي (١) بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه كتب في رسالته إلى سعد الخير : «وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، والجهّال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية» ـ الحديث ـ
وما روته (٢) العامّة أنّ عليّا عليهالسلام كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ ،
__________________
(١) ـ الكافي : الروضة ، رسالة أبي جعفر عليهماالسلام إلى سعد الخير ٨ / ٥٣.
(٢) ـ جاء في المطبوعة بدلا من «وما روته العامة ... وله غلوّ فيه» : وأمّا مصحف أبي الحسن عليهماالسلام ـ المدفوع إلى أبي نصر ـ ونهيه عليهالسلام عن النظر فيه ، ونهي الصادق عليهالسلام الرجل عن القراءة على غير ما يقرؤه الناس فيحتمل أن يكون ذلك تفسيرا لهم عليهمالسلام للقرآن على طبق مراد الله ووفق ما أنزل الله ؛ لا أن يكون تلك الزيادات بعينها أجزاء الألفاظ النازلة منه.
ويزيد ما قلنا تأكيدا ما رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره بإسناده عن مولانا الصادق عليهالسلام قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعليّ عليهالسلام «القرآن خلف فراشي في الصحف ـ