بيت المصطفى ـ صلى
الله عليهم ـ» ـ وكان عليّ عليهالسلام غائبا ـ فقال سلمان : «يا بنت رسول الله ـ إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم احتجب عن الناس ، فليس يخرج إلّا إلى الصلاة ، ولا يكلّم
أحدا ولا يأذن لأحد أن يدخل عليه».
فاشتملت فاطمة
بعباءة قطرانيّة ، وأقبلت حتّى وقفت على باب رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ سلّمت وقالت : «يا رسول الله ـ أنا فاطمة» ؛ ورسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ساجد يبكي ، فرفع رأسه فقال : «ما بال قرّة عيني فاطمة
حجبت عنّي ؛ افتحوا لها الباب» ؛ ففتح الباب. فلمّا نظرت إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بكت بكاء شديدا لما رأت من حاله مصفرّا ، متغيّرا لونه ،
مذاب لحم وجهه من البكاء والحزن.
فقالت : «يا رسول
الله ـ ما الذي نزل عليك»؟
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «جاءني جبرئيل عليهالسلام ووصف لي أبواب جهنّم وأخبرني بأن في أعلى بابها أهل
الكبائر من أمّتي ، فذلك الذي أبكاني وأحزنني».
* * *
قالت : «يا رسول
الله ـ أولم تسأله كيف يدخلونها»؟
قال : «تسوقهم
الملائكة إلى النار ، ولا تسودّ وجوههم ولا تزرق عيونهم ولا يختم على أفواههم ،
ولا يقرنون مع الشياطين ، ولا يوضع عليهم السلاسل والأغلال».
قالت : «يا رسول
الله ـ كيف تقودهم الملائكة»؟
قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أمّا الرجال ، فباللحى ؛ وأمّا النساء فبالذوائب
والنواصي. فكم من ذي شيبة من أمّتي قد قبض على شيبته يقاد إلى النار ، وهو ينادي :
«وا شيبتاه ، وا ضعفاه» ؛ وكم من شابّ من أمّتي