ثمّ يقول : «يا محمّد انفضّ غبار لحيتك». فينفضّ ، فيصير من غبار لحيته سترا بينهم وبين النار ؛ ثمّ يؤمر أن ينفضّ غبار نفسه ، فيصيّر الله من غبار نفسه بساطا على أقدامهم ، ويمنع منهم نار اللظى ببركته.
وسيأتي كيفيّة شفاعته صلىاللهعليهوآلهوسلم لأهل جهنّم مفصّلا ـ إن شاء الله ـ.
فصل [٣]
[الذين يخرجون من النار]
وروى الحسين بن سعيد في كتابه (١) عن أبي بصير ـ قال : ـ سمعت أبا جعفر عليهماالسلام يقول : «إنّ قوما يحرقون في النار حتّى إذا صاروا حمما أدركتهم الشفاعة». ـ قال: ـ «فينطلق بهم إلى نهر يخرج من رشح أهل الجنّة ، فيغتسلون فيه ، فتنبت لحومهم ودماؤهم ، ويذهب عنهم قشف النار ، ويدخلون الجنّة ، فيسمّون : «الجهنّميّون». فينادون بأجمعهم : «اللهمّ اذهب عنّا هذا الاسم». ـ قال : ـ «فيذهب عنهم». ـ ثمّ قال : ـ «يا أبا بصير ، إنّ أعداء عليّ عليهالسلام هم الخالدون في النار لا تدركهم الشفاعة».
وعن محمّد بن مسلم (٢) قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الجهنّميّين فقال :
__________________
(١) ـ الزهد : الباب السابق ، ٩٦ ، ح ٢٦٠. عنه البحار : ٨ / ٣٦١ ، ح ٣٣.
(٢) ـ الزهد : الباب السابق : ٩٥ ، ح ٢٥٦. عنه البحار : ٨ / ٣٦٠ ، ح ٢٩. وما يقرب من الرواية في الزهد : ٩٦ ، ح ٢٥٨ ، عن عمر بن أبان أيضا. البحار : ٨ / ٣٦١ ، ح ٣١.