ومعرفة أساليبه ومبانيه يفتخر الأديب الكاسر ، والكيّس الماهر.
وما عسى يقول فيه المادحون ويثني عليه المثنون بعد قوله ـ تعالى ـ : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) [٧ / ١٨٥]. وقوله ـ تعالى ـ : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) [٦ / ٣٨].
وإن نظرت إلى الاستشفاء والاسترقاء ، ففيه الشفاء والدواء ، وهو سبيل إلى الكفاية والغناء ، ووسيلة إلى إجابة الدعاء ـ كذا قيل (١) ـ.
والآيات القرآنية في فضائل القرآن ـ
ـ مثل قوله عزوجل : (قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [١٠ / ٥٧].
وقوله عزّ وعلا : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [٥ / ١٥ ـ ١٦].
وقوله تعالى : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) [١٦ / ٨٩] ، إلى غير ذلك ـ
ـ أكثر من أن يحصى وأشهر من أن يخفى.
* * *
وأما الأخبار النبويّة : فقد استفاض النقل من طريقي العامّة (٢)
__________________
(١) ـ لم أعثر على القائل.
(٢) ـ راجع تخريجات الحديث عن طرقهم في ملحقات إحقاق الحق : ٩ / ٣٠٩ ـ ٣٧٣.
البحار : ٢٣ / ١٠٦ ـ ١١٩.