أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) [٥ / ١٠١] ؛ إنّه لم يكن أحد من آبائي ـ صلوات الله عليهم ـ إلّا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج ـ حين أخرج ـ ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.
وأمّا وجه الانتفاع بى في غيبتي : فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فأغلقوا باب السؤال عمّا لا يعنيكم ، ولا تتكلّفوا علم ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنّ ذلك فرجكم. والسّلام عليك ـ يا إسحاق بن يعقوب ـ وعلى من اتّبع الهدى».
فصل [٥]
[طول الغيبة]
لا تعجّب في غيبة القائم عليهالسلام وطولها وطول عمره ـ صلوات الله عليه ـ بعد ما أخبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والأوصياء من بعده عليهمالسلام بذلك في أخبار تكاد تبلغ حدّ التواتر ؛ مع إمكان ذلك ، ووقوع مثله بنظرائه من الأنبياء والأولياء عليهمالسلام ؛ فإنّ كثيرا منهم كانت لهم غيبات طويلة وأعمار مديدة ؛ وكذلك كانت كثير من الملوك السالفة ـ كما جاءت به الأخبار ونطقت به الآثار ـ.
وقد ذكر طرفا من ذلك شيخنا الصدوق ـ رحمهالله ـ في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة ، من أراد الاطلاع عليه فليرجع إليه (١).
__________________
(١) ـ كمال الدين : الباب (١ ـ ٧) ، ١٢٧ ـ ١٥٩. و (٤٦) : ٥٢٣ ـ ٥٢٥. البحار : ٥١ / ٢١٥ ـ ٢٩٣.