وبإسناده (١) عن يعقوب بن منقوش (٢) ، قال : دخلت على أبي محمّد الحسن بن علي ـ صلوات الله عليه ـ وهو جالس على دكّان (٣) في الدار ، وعن يمينه بيت وعليه ستر مسبّل ؛ فقلت له : «يا سيّدي من صاحب هذا الأمر»؟ فقال : «ارفع الستر».
فرفعته ، فخرج إلينا غلام خماسيّ (٤) له عشر أو ثمان أو نحو ذلك ، واضح الجبين ، أبيض الوجه ، دريّ المقلتين ، شثن الكفّين ، معطوف الركبتين ، في خدّه الأيمن خال ، وفي رأسه ذؤابة. فجلس على فخذ أبي محمّد ـ صلوات الله عليه ـ ثمّ قال لي : «هذا هو صاحبكم».
ثمّ وثب فقال له : «يا بنيّ ـ ادخل إلى الوقت المعلوم».
فدخل البيت وأنا أنظر إليه. ثمّ قال لي : «يا يعقوب ـ انظر من في البيت»؟ فدخلت فما رأيت أحدا.
وبإسناده (٥) عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري (٦) قال : دخلت
__________________
(١) ـ كمال الدين : الباب السابق ، ٤٣٧ ، ح ٥. وباب ما أخبر به العسكري عليهالسلام من وقوع الغيبة : ٤٠٧ ، ح ٢. عنه البحار : ٥٢ / ٢٥ ، ح ١٧.
(٢) ـ عده الشيخ من أصحاب الهادي (٤٢٦ ، رقم ٥) والعسكري (٤٣٧ ، رقم ١) عليهماالسلام ، ولم يرد قول في جرحه أو تعديله.
(٣) ـ الدكّان : شيء كالمصطبة يقعد عليه (المصطبة : مكان ممهّد قليل الارتفاع يجلس عليه).
(٤) ـ قال ابن الأثير (النهاية : خمس ، ٢ / ٧٩) : [الغلامان] الخماسيان : طول كل واحد منهما خمسة أشبار ، والانثى : خماسية. ولا يقال : سداسي ولا سباعي ولا في غير الخمسة.
(٥) ـ كمال الدين : باب ما روي عن العسكري عليهالسلام من وقوع الغيبة ، ٣٨٤ ، ح ١. عنه البحار : ٥٢ / ٢٣ ـ ٢٤ ، ح ١٦.
(٦) ـ ثقة جليل القدر. قال النجاشي (٩١ ، الرقم ٢٢٥) : «كان وافد القميين ، وروى عن أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهمالسلام وكان خاصة أبي محمد عليهالسلام». وروى الشيخ الطوسي (الغيبة : ٤١٧ ، الرقم ٣٩٥) أنه خرج توقيع من الناحية المقدسة في مدحه.