رجلا ، فأوّل ما ينطق به هذه الآية : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [١١ / ٨٦].
ثمّ يقول : «أنا بقيّة الله وحجّته وخليفته عليكم» ، فلا يسلّم عليه مسلم إلّا قال : «السّلام عليك يا بقيّة الله في أرضه».
فإذا اجتمع له العقد ـ وهو عشرة آلاف رجل ـ خرج ؛ فلا يبقى في الأرض معبود دون الله ـ عزوجل ـ من صنم ووثن وغيره إلّا ووقعت فيه نار فاحترق ؛ وذلك بعد غيبة طويلة ؛ ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به».
وبإسناده (١) إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في حديث ابيّ بن كعب ، الوارد في فضائل الأئمّة عليهماالسلام وصفاتهم واحدا بعد واحد ، قال في آخره :
«وإنّ الله ـ عزوجل ـ ركّب في صلب الحسن ـ يعني العسكري عليهالسلام ـ نطفة مباركة نامية زكيّة طيّبة طاهرة مطهّرة ، يرضى بها كلّ مؤمن ممّن أخذ الله ميثاقه في الولاية ، ويكفر بها كلّ جاحد ؛ فهو إمام تقيّ نقيّ بارّ مرضيّ ، هاد مهديّ ، أوّل العدل وآخره ، يصدّق الله ـ عزوجل ـ ويصدّقه الله في قوله ، يخرج من تهامة (٢) حين يظهر الدلائل والعلامات ، وله بالطالقان كنوز ، لا ذهب ولا فضّة ، إلّا خيول مطهّمة ورجال مسوّمة ، يجمع الله ـ عزوجل ـ من أقاصي البلدان على عدد
__________________
(١) ـ كمال الدين : باب نصّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على القائم عليهالسلام شطر من الحديث الحادي عشر : ٢٦٧.
عيون الأخبار : باب النصوص على الرضا عليهالسلام ... ، ح ٢٩ ، ١ / ٦٢.
عنه البحار : ٥٢ / ٣١٠ ، ح ٤.
(٢) ـ تهامة : أراضي تمتد إلى اليمن فيها مكة ، راجع الأقوال في تحديدها في معجم البلدان.