قال سلمان : «وإنّ هذا لكائن ـ يا رسول الله»؟
قال : «إي ـ والذي نفسي بيده يا سلمان ـ وعندها يظهر الربا ، ويتعاملون بالعينة (١) والرشاء ، ويوضع الدين ويرفع الدنيا».
قال سلمان : «وإنّ هذا لكائن ـ يا رسول الله»؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إي ـ والذي نفسي بيده يا سلمان ـ فعندها يكثر الطلاق ؛ فلا يقام لله حدّ ، ولن يضرّوا الله شيئا».
قال سلمان : «وإنّ هذا لكائن ـ يا رسول الله»؟
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إي ـ والذي نفسي بيده يا سلمان ـ وعندها تظهر القينات والمعازف (٢) ، ويليهم أشرار أمّتي».
قال سلمان : «وإنّ هذا لكائن ـ يا رسول الله»؟
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إي ـ والذي نفسي بيده يا سلمان ـ وعندها يحجّ أغنياء أمّتي للنزهة ، ويحجّ أوساطها للتجارة ، ويحجّ فقراؤهم للرياء والسمعة ، فعندها يكون أقوام يتعلّمون القرآن لغير الله ، ويتّخذونه مزامير ، ويكون أقوام يتفقّهون لغير الله ، ويكثر أولاد الزنا ، ويتغنّون بالقرآن ، ويتهافتون بالدنيا».
قال سلمان : «وإنّ هذا لكائن يا رسول الله»؟
__________________
(١) ـ قال في النهاية (٣ / ٣٣٣) : «في حديث ابن عباس : «إنّه كره العينة». هو أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمّى ، ثمّ يشتريها منه بأقلّ من الثمن الذي باعها به ؛ فإن اشترى بحضرة طالب العينة سلعة من آخر بثمن معلوم وقبضها ، ثمّ باعها من طالب العينة بثمن أكثر مما اشتراها إلى أجل مسمّى ، ثمّ باعها المشتري من البائع الأول بالنقد بأقلّ من الثمن ، فهذه أيضا عينة».
(٢) ـ القينة : المغنية. المعازف : الملاهي ، كالعود والطنبور وغيرها.