الرقّ ، فكان للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ولاء هذه الأمّة ، وكان لي بعده ما كان له ، فما جاز لقريش من فضلها عليها بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم جاز لبني هاشم على قريش ، وجاز لي على بني هاشم ، بقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم غدير خمّ : «من كنت مولاه فعليّ مولاه». إلّا أن يدّعي قريش فضلها على العرب بغير النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن شاءوا فليقولوا ذلك.
فخشى القوم إن أنا ولّيت عليهم أن آخذ بأنفاسهم وأعترض لحلوقهم (١) ، ولا يكون لهم في الأمر نصيب ، فأجمعوا عليّ إجماع رجل واحد منهم ، حتّى صرفوا الولاية عنّي إلى عثمان ـ رجاء أن ينالوها ويتداولوها [فيما بينهم] (٢).
فبيناهم كذلك إذ نادى مناد ، لا يدرى من هو ـ وأظنّه جنّيّا ـ فاسمع أهل المدينة ليلة بايعوا عثمان ، فقال :
يا ناعي (٣) الإسلام قم فانعه |
|
قد مات عرف ، وبدا منكر |
ما لقريش ـ لا علا كعبها ـ |
|
من قدّموا اليوم ومن أخّروا |
إنّ عليّا هو أولى به |
|
منه ، فولّوه ولا تنكروا |
فكان لهم في ذلك عبرة ، ولو لا أنّ العامّة قد علمت بذلك لم أذكره.
* * *
فدعوني إلى بيعة عثمان ، فبايعت مستكرها ، وصبرت محتسبا ، وعلّمت أهل القنوت أن يقولوا :
__________________
(١) ـ الحلوق : جمع الحلق. وفي كشف المحجة : واعترض في حلوقهم.
(٢) ـ الإضافة من الكشف والمعادن.
(٣) ـ النعي : الإخبار بموت أحد.