أقول : الرؤية الممتنعة على الله ـ جلّ جلاله ـ إنّما هي رؤية العين ، وأمّا رؤية القلب فليست بممتنعة عليه ـ جلّ وعزّ ـ وعليه تحمل الآيات والأخبار الدالّة على جوازها.
يدلّ على ذلك ما رواه في كتاب التوحيد (١) بسند حسن ، عن مرازم (٢) ، عن مولانا الصادق عليهالسلام ـ قال : ـ سمعته يقول : «رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ربّه ـ عزوجل بقلبه (٣)».
وفي رواية اخرى رواها بإسناده فيه عنه عليهالسلام (٤) : «أما سمعت الله ـ عزوجل ـ يقول : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) [٥٣ / ١١]؟ لم يره بالبصر ، ولكن رآه بالفؤاد».
وبإسناده (٥) عن أبي بصير (٦) ، عنه عليهالسلام ـ قال : ـ قلت له : «أخبرني
__________________
(١) ـ التوحيد : الباب السابق ، ١١٦ ، ح ١٦. عنه البحار : ٤ / ٤٣ ، ح ١٩.
(٢) ـ قال النجاشي : «مرازم بن حكيم الأزدي المدائني ، مولى ، ثقة ... يكنى أبا محمّد ؛ روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهماالسلام ومات في أيام الرضا عليهالسلام».
(٣) ـ في المصدر وكذا المنقول عنه في البحار (٤ / ٤٣) : «رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ربه عزوجل ـ يعني بقلبه». والجملة «يعني بقلبه» من كلام الصدوق ـ ره ـ على ما هو ظاهر.
(٤) ـ التوحيد : الباب السابق : ١١٦ ، ح ١٧. والراوي محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليهالسلام وليست عن الصادق عليهالسلام. عنه البحار : ٤ / ٤٣ ، ح ١٩.
(٥) ـ التوحيد : باب ما جاء في الرؤية : ١١٧ ، ح ٢٠. عنه البحار : ٤ / ٤٤ ـ ٤٥ ، ح ٢٤.
(٦) ـ ابو بصير كنية عدة من الرواة ، وعند الإطلاق فالأظهر أن المراد به «يحيى بن القاسم الأسدي» ويحتمل كونه مرددا بينه وبين ليث بن البختري (معجم الرجال : ١٤ / ١٤٠) وكلاهما ثقتان.
قال الشيخ في أصحاب الصادق عليهالسلام (الرجال : ٣٣٣ ، رقم ٩) : «يحيى بن القاسم ، أبو محمد ، يعرف بأبي بصير (ن ـ أبي نصير) الأسدي ، مولاهم ، كوفي ، تابعي ؛ مات سنة خمسين ومائة ، بعد أبي عبد الله عليهالسلام». وقال النجاشي (الترجمة ١١٨٧ ، ص ٤٤١) : «أبو بصير الأسدي ، وقيل : أبو محمد ، ثقة ، وجيه ، روى عن أبي جعفر ـ