«الشافي» ، والمظلوم بالاسم «المنتقم» ـ وعلى هذا القياس ـ فكلّ ذرّة من ذرّات العالم تدعو الله اضطرارا ـ بلسان حالها ـ باسم من أسمائه تعالى ، وهو سبحانه يجيب دعوتها في حضرة ذلك الاسم الذي دعاه به ، كما قال : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ) [٢٧ / ٦٢].
وذلك الاسم هو صورة إجابته تعالى لدعوة ذلك المضطرّ من وجه ، وهو ربّ ذلك المضطرّ بإذن الله من وجه آخر ؛ ومطالب الكلّ على حسب مسئولاتهم مبذولة دائما ، وحوائجهم مقضيّة أبدا ، لا يخيب منه أحد قطّ ، إلّا من كان على بصيرته غشاوة من استعداده ، فأخذ يدعو الله بلسان المقام ، خلاف ما يدعوه بلسان الحال ؛ فذلك يخيب قولا ، وإن استجيب حالا ؛ وهو قوله عزوجل : (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) [١٣ / ١٤]. وسائر أفعاله عزوجل يرجع إلى هذه الإجابة لدعوة المضطرّين ، وهي ترجع إلى إفاضة الوجود ، وإنّما تختلف أساميها باختلاف الاعتبارات.
روي في كتاب التوحيد (١) بإسناده ، عن يحيى الخزاعي (٢) ، قال :
__________________
(١) ـ التوحيد : باب أسماء الله تعالى : ٢١٩ ، ح ١٠. معاني الأخبار : باب قول المريض آه : ٣٥٤ ،. البحار : ٨١ / ٢٠٢ ، ح ٣. ٩٣ / ٣٩٣ ، ح ٣.
(٢) ـ إسناد الصدوق ـ قدسسره ـ في التوحيد : «حدثنا غير واحد ، قالوا : حدثنا محمّد بن همام ، عن عليّ بن الحسين (عليّ بن الحسن ـ ن) ، قال : حدثني جعفر بن يحيى الخزاعي ، عن أبيه ، قال دخلت مع أبي عبد الله عليهالسلام ...». وفي معاني الأخبار : «حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد العلوي ، قال : حدثنا محمّد بن همام ، عن علي بن الحسين ، قال حدثني جعفر بن يحيى الخزاعي ، عن أبي اسحاق الخزاعي ، عن أبيه ، قال دخلت مع أبي عبد الله ...». وكما ترى يختلف الكتابين في راوي الحديث عن الصادق عليهالسلام. ثم المجلسي ـ قدسسره ـ أورده عن معاني الأخبار في موضعين من ـ