دلائل كمالات الخالق ـ جلّ ذكره ـ وكثراتها واختلافاتها شواهد وحدانيّته ونفي الشريك عنه والضدّ والندّ ـ جلّ جلاله ـ.
كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام (١) : «بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له ، وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له ، وبمضادّته بين الأشياء عرف أن لا ضدّ له ، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له»
ـ إلى أن قال ـ : «ففرّق بين قبل وبعد ، ليعلم أن لا قبل له ولا بعد ؛ شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرّزها ، مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقّتها ، حجب بعضها عن بعض ليعلم أن لا حجاب بينه وبين خلقه ...» ـ الحديث ـ
وقال بعض الحكماء (٢) في هذا المعنى ـ وهو يصف النرجس ـ :
عيون في جفون في فنون |
|
بدت فأجاد صنعتها المليك |
بأبصار التغنّج طامحات |
|
كأنّ حداقها ذهب سبيك |
على قصب (٣) الزمرّد مخبرات |
|
بأنّ الله ليس له شريك |
__________________
(١) ـ الكافي : باب جوامع التوحيد : ١ / ١٣٩ ، ح ٤. وقد روي مثله عن مولانا الرضا عليهالسلام أيضا في التوحيد : باب التوحيد ونفي التشبيه ، ٣٧ ـ ٣٨ ، ح ٢.
عنه البحار : ٤ / ٢٢٩ ، ح ٣.
(٢) ـ الأشعار لأبي نواس ، وقد أوردها الفخر الرازى في تفسيره (٢ / ٩٩ ، تفسير الآية : ٢ / ٢١) برواية تختلف عما ذكره المؤلف :
تأمل في نبات الأرض وانظر |
|
إلى آثار ما صنع المليك |
عيون من لجين شاخصات |
|
وأزهار كما الذهب السبيك |
على قضب الزبرجد شاهدات |
|
بأن الله ليس له شريك |
صدر المتألهين ـ قدسسره ـ في تفسير الآية أيضا ، تفسيره : ٢ / ٨٦.
(٣) ـ في هامش النسخة : «نسخة : قضب».