المهيمن
معناه في حقّ الله ـ تعالى ـ أنّه القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم ، باطلاعه واستيلاعه وحفظه ، وكلّ مشرف على كنه الامور مستول عليه ، حافظ له ، فهو مهيمن عليه (١).
ولن يجتمع ذلك على الإطلاق والكمال إلّا لله تعالى ، ولذلك قيل : «إنّه من أسماء الله في الكتب القديمة».
وكلّ عبد راقب قلبه حتّى أشرف على أغواره وأسراره ، واستولى مع ذلك على تقويم أحواله وأوصافه ، وقام بحفظه على الدوام على مقتضى تقويمه ، فهو مهيمن بالإضافة إلى قلبه ، فإن اتّسع إشرافه واستيلاؤه حتّى قام بحفظ بعض عباد الله على نهج السداد ، بعد اطّلاعه على بواطنهم وأسرارهم بطريق التفرّس والاستدلال بظواهرهم ، كان نصيبه من هذا المعنى أوفر وحظّه أتمّ.
العزيز
الخطير الذي يقلّ وجود مثله ، وتشتدّ الحاجة إليه ، ويصعب الوصول إليه ؛ فمن يستحيل مثله ويحتاج إليه كلّ شيء في كلّ شيء ، ويستحيل الوصول إليه على معنى الإحاطة بكنهه ، أحق بهذا الاسم ممّن ليس كذلك.
__________________
(١) ـ والإشراف يرجع إلى العلم ، والاستيلاء إلى كمال القدرة ، والحفظ إلى الفعل ؛ فالجامع بين هذه المعاني اسمه المهيمن (من المصدر).