بهاتين الكلمتين صفة الأعراض والأجسام ، لأن من صفة الأجسام التباعد والمباينة ، ومن صفة الأعراض الكون في الأجسام بالحلول على غير مماسّة ، ومباينة الأجسام على تراخى المسافة.
ثمّ قال : «لكن أحاط بها علمه ، وأتقنها صنعه» ، أي هو في الأشياء بالإحاطة والتدبير ، وعلى غير ملامسة».
ـ انتهى كلامه ـ.
فصل [٤]
وقال مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام (١) :
«أوّل الدين معرفته ، وكمال معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده ، وكمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ؛ لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف ، وشهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة ؛ فمن وصف الله ـ سبحانه ـ فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهله [ومن جهله فقد أشار إليه] (٢) ومن أشار إليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ؛ ومن قال : «فيم» فقد ضمّنه ، ومن قال : «علام» فقد أخلى منه.
كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم ؛ مع كلّ شيء لا بمقارنة
__________________
(١) ـ نهج البلاغة : الخطبة الاولى. عنه البحار : ٤ / ٢٤٧ ، ح ٥ و ٥٧ / ١٧٦ ، ح ١٣٦.
(٢) ـ إضافة من المصدر.