فقال ابن عباس : بل أقوم معكم. قال وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى : فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا. قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره ، وقعوا في رجل قال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لأبعثن رجلا لا يخزيه الله ابداً ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فاستشرف لها من استشرف. فقال : أين علي فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر فنفث في عينيه ثمّ هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه ، فجاء علي بصفية (١) بنت حيي. قال ابن عباس : ثمّ بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منه. وقال : لا يذهب
__________________
(١) لا يخفى دلالة ما أشار اليه ابن عباس بكلامه هذا من سرعة الفتح وعظمته بسبي بنت الملك حي.