وهو معنى لقوله تعالى : (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ).
سؤال وجواب
وهنا سؤال يطرح نفسه ويطلب الإجابة ، وهو : إذا كان القرآن قد جُمع على عهد رسول الله ـ متناثراً ومتفرقاً في الصحف بواسطة كتّاب الوحي ، ثمّ بتقرير جبرئيل الأمين والصادق الأمين لذلك في اللقاء الثنائي في كل عام ـ ، فما يعني جمع أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام له بين الدفتَين لاحقاً؟
الجواب :
إنّ الإمام أمير المؤمنين علياً قد جمع القرآن المرتّب والمجموع ، خلف فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ والذي كان مكتوباً بواسطة كَتبة الوحي على أشكال مختلفة من : العسب ، والكتف ، واللخاف ، والحرير ، والرَّقّ ، والخزف ، والشظاظ ـ ووحده إلى شكل واحد وجنس واحد (١) ، مع أنّه كان عنده نسخة قد كتبها من ذي قبل ، لقوله عليهالسلام : فما نزلت على رسول الله آيةٌ من القرآن إلّا أقرأنيها وأملاها عَلَيَّ فكتبتها بخطّي.
وبما أنّ القرطاس والرق والحرير هنّ الأجود والأشهر بين تلك الصحف
__________________
(١) استجابةً لوصية رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي ، القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ... تفسير القميّ ٢ : ٤٥١ تفسير سورة الناس ، بحار الأنوار ٨٩ : ٤٨ / ٧.