العلماء هو إشارة إلى ترتيب المصحف المفسَّر للإمام وأنّه يختلف مع المصحف المجرَّد ، الذي رتبه طبقا لما اراده الله سورةً سورة ، بمعنى ان امير المؤمنين جمع قرآن التلاوة (كما انزل) مقدما السور المكية على السور المدنية خلافا لمنهج عثمان في الترتيب.
كما انه جمع الايات ايةً اية (كما انزلت) لتكون بمثابة يوميات الدعوة الإسلامية ولم يلحظ فيه ترتيب قرآن التلاوة ، فلو قلنا بهذا ، فسيُحلّ التعارض بما يريدون ان يقول به ، لأنّ كلمة (كما أُنزل) (١) أو (كما أنزله الله) (٢) أو (لئن لم تجمعه باتقان لم يجمع أبداً) (٣) وأمثال ذلك يشير إلى التأليف الثاني للإمام ، وأنّ مصحفه يشتمل على العلم وشأن النزول يوماً فيوماً وآية فآية ، وأنّه غير قرآن التلاوة الذي جمع تحت نظر واشراف رسول الله وجبرئيل ، ويؤكّده قول عمر للإمام عليّ عليهالسلام : إنّ ابن أبي طالب يحسب أنّه ليس عند أحد علمٌ غيره ، فمَن كان يقرأ من القرآن شيئاً فَلْيَأتِنا به ، فكان إذا جاء رجل بقرآن فقرأه ومعه آخر كتبه ، وإلّا لم يكتبه فمَن قال ـ يا معاوية ـ إنّه ضاع من القرآن شيءٍ فقد كذب ، هو عند أهله مجموع محفوظ (٤).
وفي (الاحتجاج) قال عمر : يا ابن أبي طالب ، تحسب أنّ أحداً ليس عنده
__________________
(١) اثبات الوصية للمسعودي : ١٢٣.
(٢) الكافي ٢ : ٦٣٣ / ٢٣.
(٣) الخصال : ٥٧٩ ابواب السبعين وما فوقه.
(٤) كتاب سليم : ٣٦٩.