رَكْعَتَيْنِ ، وَأَقَرَّ الْفَجْرَ عَلَى مَا فُرِضَتْ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ لِتَعْجِيلِ نُزُولِ الْمَلَائِكَةِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَتَعْجِيلِ عُرُوجِ مَلَائِكَةِ اللَّيْلِ إِلَى السَّمَاءِ ، فَكَانَ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ ـ يَشْهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ص الْفَجْرَ ـ وَلِذَلِكَ قَالَ اللهُ : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ـ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) يَشْهَدُهُ الْمُسْلِمُونَ ـ وَتَشْهَدُهُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ (١).
١٤٣ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع فِي قَوْلِ اللهِ (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) قَالَ : إِنَّ اللهَ افْتَرَضَ أَرْبَعَ صَلَوَاتٍ ـ أَوَّلُ وَقْتِهَا مِنْ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَى انْتِصَافِ اللَّيْلِ ، مِنْهَا صَلَاتَانِ ـ أَوَّلُ وَقْتِهَا مِنْ عِنْدِ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَى غُرُوبِهَا ، إِلَّا أَنَّ هَذِهِ قَبْلَ هَذِهِ ـ وَمِنْهَا صَلَاتَانِ ـ أَوَّلُ وَقْتِهَا مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى انْتِصَافِ اللَّيْلِ ـ إِلَّا أَنَّ هَذِهِ قَبْلَ هَذِهِ (٢).
١٤٤ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْخَادِمِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَاضِي ع قَالَ مَا بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سُقُوطِ الْقُرْصِ غَسَقُ (٣).
١٤٥ عَنْ خَيْثَمَةَ الْجُعْفِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَا ـ وَمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ لَيْلاً لَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ غَيْرُنَا ، فَقَالَ لَهُ مُفَضَّلٌ الْجُعْفِيُّ : جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِّثْنَا حَدِيثاً نُسَرُّ بِهِ قَالَ : نَعَمْ ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ حَشَرَ اللهُ الْخَلَائِقَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ (٤) حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً (٥) قَالَ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الْغُرْلُ قَالَ : كَمَا خُلِقُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ ـ فَيَقِفُونَ حَتَّى يُلْجِمَهُمُ الْعَرَقُ (٦) فَيَقُولُونَ : لَيْتَ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَنَا وَلَوْ إِلَى النَّارِ يَرَوْنَ أَنَّ فِي النَّارِ
__________________
(١) البحار ج ١٨ : ٢٠. البرهان ج ٢ : ٤٣٧.
(٢ ـ ٣) البرهان ج ٢ : ٤٣٨. البحار ج ١٨ : ٤٢ ـ ٤٣.
(٤) قال الطّريحيّ في الحديث يجمع الله الأوّلين والآخرين في صعيد واحد قيل هى أرض واسعة مستوية.
(٥) الغرل ـ بضمّ الغين ـ جمع أغرل : من لم يختن.
(٦) قال الجزريّ : فيه : يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أيْ يصلّ إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللّجام يمنعهم عن الكلام يعني في المحشر.