٩٥ حَنَانُ بْنُ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ إِلَى ابْنِهِ : إِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَخْرُجُوا فَأَعْلِمُونِي ـ فَلَمَّا حَضَرَ أَمْرُهُ أَرْسَلُوا إِلَى النَّبِيِّ ع فَأَقْبَلَ ع نَحْوَهُمْ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِ ابْنِهِ فِي الْجِنَازَةِ فَمَضَى ، قَالَ : فَتَصَدَّى لَهُ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَمَا نَهَاكَ رَبُّكَ عَنْ هَذَا أَنْ تُصَلِّيَ (عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً) أَوْ تَقُومَ عَلَى قَبْرِهِ ، فَلَمْ يُجِبْهُ النَّبِيُّ ص قَالَ : فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ أَنْ يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى الْقَبْرِ قَالَ عُمَرُ أَيْضاً لِرَسُولِ اللهِ ص : أَمَا نَهَاكَ اللهُ عَنْ أَنْ تُصَلِّيَ (عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً) أَوْ تَقُومَ عَلَى قَبْرِهِ «ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ» فَقَالَ النَّبِيُّ ص لِعُمَرَ عِنْدَ ذَلِكَ : مَا رَأَيْتَنَا صَلَّيْنَا لَهُ عَلَى جَنَازَةٍ وَلَا قُمْنَا لَهُ عَلَى قَبْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ ابْنَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ـ وَكَانَ يَحِقُّ عَلَيْنَا أَدَاءُ حَقِّهِ ، وَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ سَخَطِ اللهِ وَسَخَطِكَ يَا رَسُولَ اللهِ (١).
٩٦ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ ع فَقُلْتُ لَهُ : أَصْلَحَكَ اللهُ صَحِبَتْنِي امْرَأَةٌ مِنَ الْمُرْجِئَةِ فَلَمَّا أَتَيْنَا الرَّبَذَةَ أَحْرَمَ النَّاسُ فَأَحْرَمْتُ مَعَهُمْ ، وَأَخَّرْتُ إِحْرَامِي إِلَى الْعَقِيقِ ، فَقَالَتْ : يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ تُخَالِفُونَ النَّاسَ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، يُحْرِمُ النَّاسُ مِنَ الرَّبَذَةِ وَتُحْرِمُونَ مِنَ الْعَقِيقِ ، وَكَذَلِكَ تُخَالِفُونَ النَّاسَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ ـ يُكَبِّرُ النَّاسُ أَرْبَعاً وَتُكَبِّرُونَ خَمْساً ـ وَهِيَ تَشْهَدُ بِاللهِ أَنَّ التَّكْبِيرَ عَلَى الْمَيِّتِ أَرْبَعٌ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع : كَانَ رَسُولُ اللهِ ص إِذَا صَلَّى عَلَى الْمَيِّتِ ـ كَبَّرَ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ كَبَّرَ فَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ص وَدَعَا ـ ثُمَّ كَبَّرَ وَاسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ كَبَّرَ فَدَعَا لِلْمَيِّتِ ـ ثُمَّ كَبَّرَ وَانْصَرَفَ ، فَلَمَّا نَهَاهُ اللهُ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ ـ كَبَّرَ وَتَشَهَّدَ ثُمَّ كَبَّرَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ثُمَّ كَبَّرَ فَدَعَا لِلْمُؤْمِنِينَ ، ثُمَّ كَبَّرَ فَانْصَرَفَ وَلَمْ يَدْعُ لِلْمَيِّتِ (٢).
__________________
(١) البرهان ج ٢ : ١٤٩. الصافي ج ١ : ٧٢٠ وقال الفيض (ره) بعد نقل الحديثين من الكتاب ما لفظه : أقول : وكان رسول الله حييا كريما كما قال الله (فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحقّ) فكان يكره أن يفتضح رجل من أصحابه ممن يظهر الإيمان وكان يدعو على المنافقين وهذا معنى قوله (ص) لعمر : ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا على قبر.
(٢) البرهان ج ٢ : ١٤٩. الصافي ج ١ : ٧٢١.