قوله عزوجل : (دَيَّاراً) قال ابن قتيبة : أي : أحدا. يقال : ما بالمنازل ديّار ، أي : ما بها أحد ، وهو من الدّار ، أي : ليس بها نازل دارا. وقال الزّجّاج : أصلها : «ديوار» فيعال ، فقلبت الواو ياء ، وأدغمت إحداهما في الأخرى. وإنما دعا عليهم نوح ، لأنّ الله عزوجل أوحى إليه أنه (لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) (١).
قوله عزوجل : (يُضِلُّوا عِبادَكَ) وذلك أنّ الرجل منهم كان ينطلق بابنه إلى نوح ، فيحذّره تصديقه.
قوله عزوجل : (وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً) قال المفسّرون : إنّ الله تعالى أخبر نوحا أنهم لا يلدون مؤمنا ، فلذلك علم الفاجر الخارج عن الطاعة.
قوله عزوجل : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَ) قال الحسن : وذلك أنهما كانا مؤمنين. وقرأ أبو بكر الصّدّيق ، وسعيد بن المسيّب ، وابن جبير ، والجحدريّ ، والجونيّ «ولوالدي» ساكنة الياء على التوحيد. وقرأ ابن مسعود ، وأبو العالية ، وابن يعمر ، والزّهريّ ، والنّخعيّ «ولولديّ» من غير ألف على التثنية ، قوله : (وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ) وقرأ حفص عن عاصم «بيتي» بفتح الياء. وفيه ثلاثة أقوال : أحدها : منزله ، قاله ابن عباس. والثاني : مسجده ، قاله الضّحّاك. والثالث : سفينته ، حكاه الثّعلبيّ.
قوله عزوجل : (وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) هذا عامّ في كلّ من آمن (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ) يعني : الكافرين (إِلَّا تَباراً) أي : هلاكا ومنه قوله عزوجل : (تَبَّرْنا تَتْبِيراً) (٢).
__________________
(١) هود : ٣٦.
(٢) الفرقان : ٣٩.