سورة الغافر
قال أبو سليمان الدّمشقي : ويقال لها : سورة الطّول (١). وهي مكّيّة! قاله ابن عباس ، والحسن : ومجاهد ، وعكرمة ، وقتادة. وحكي عن ابن عباس وقتادة أنّ فيها آيتين نزلتا بالمدينة : قوله : (الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ) والتي بعدها (٢). قال الزّجّاج : وذكر أنّ الحواميم كلّها نزلت بمكّة.
قال ابن قتيبة : يقال : إنّ «حم» اسم من أسماء الله أضيفت هذه السّورة إليه. كأنه قيل : سورة الله ، لشرفها وفضلها ، فقيل : آل حاميم ، وإن كان القرآن كلّه سور الله ، وإنّ هذا كما يقال : بيت الله ، وحرم الله ، وناقة الله ، قال الكميت :
وجدنا لكم في آل حاميم آية |
|
تأوّلها منّا تقيّ ومعرب (٣) |
وقد تجعل «حم» اسما للسّورة ، ويدخل الإعراب ولا يصرف ، ومن قال هذا في الجميع : الحواميم ، كما يقال : «طس» والطّواسين. وقال محمّد بن القاسم الأنباري : العرب تقول : وقع في الحواميم ، وفي آل حميم ، أنشد أبو عبيدة :
حلفت بالسّبع اللّواتي طوّلت |
|
وبمئين بعدها قد أمئيت |
وبمثان ثنّيت فكررت |
|
وبالطّواسين اللّواتي ثلّثت |
وبالحواميم اللّواتي سبّعت |
فمن قال : وقع في آل حاميم ، جعل حاميم اسما لكلّهنّ ؛ ومن قال : وقع في الحواميم ، جعل «حم» كأنه حرف واحد بمنزلة قابيل وهابيل.
وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغويّ قال : من الخطأ أن تقول : قرأت الحواميم ، وليس من كلام العرب ، والصّواب أن تقول : قرأت آل حاميم. وفي حديث ابن مسعود : «إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات دمثات» (٤) ، وقال الكميت :
وجدنا لكم في آل حاميم آية
__________________
(١) ويقال لها : سورة المؤمن.
(٢) غافر : ٣٥ ـ ٣٦.
(٣) البيت في «الكتاب» ٢ / ٣٠ و«مجاز القرآن» ٢ / ١٩٣ و«اللسان» ـ عرب ـ.
(٤) في «اللسان» الدّمث : المكان اللين ذو رمل.