ابن عباس. والثالث : أنه الجنّة ، قاله مجاهد ، وقتادة. والرابع : أنه الرّيحان المشموم. وقال أبو العالية : لا تخرج روح أحد من المقرّبين من الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنّة ، فيشمّه ، ثم تقبض فيه روحه ، وإلى نحو هذا ذهب الحسن. وقال أبو عمران الجوني : بلغنا أنّ المؤمن إذا قبض روحه تلقى بضبائر الرّيحان من الجنّة ، فتجعل روحه فيه.
قوله عزوجل : (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) فيه ثلاثة أقوال : أحدها : فسلامة لك من العذاب ، قاله أبو صالح عن ابن عباس. والثاني : تسلّم عليه الملائكة ، وتخبره أنه من أصحاب اليمين ، قاله عطاء. والثالث : أنّ المعنى : أنك ترى فيهنّ ما تحبّ من السلامة ، وقد علمت ما أعدّ لهم من الجزاء ، قاله الزّجّاج. قوله عزوجل : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ) أي : بالبعث (الضَّالِّينَ) عن الهدى (فَنُزُلٌ) وقد بيّناه في هذه السّورة (١).
قوله عزوجل : (إِنَّ هذا) يعني ما ذكر في هذه السّورة (لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) أي هو اليقين حقّا ، فأضافه إلى نفسه ، كقولك : صلاة الأولى ، وصلاة العصر ، ومثله : (وَلَدارُ الْآخِرَةِ) (٢) ، وقد سبق هذا المعنى ، وقال قوم : معناه : وإنه للمتقين حقّا. وقيل للحقّ : اليقين.
قوله عزوجل : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) قد ذكرناه في هذه السّورة (٣).
__________________
(١) الواقعة : ٥٦.
(٢) يوسف : ١٠٩.
(٣) الواقعة : ٧٤.