وحساب وتقدير .. (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) (٨ : الرعد)
ولقد وسع كرمه سبحانه ، سيئات المسيئين ، فتقبل توبتهم ، وجعل السيئة سيئة ، والحسنة عشرا ، إلى سبعمائة ، وأضعاف السبعمائة : (وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ). (٢٦١ : البقرة)
ثم كيف يعرف كرم الكريم ، ويطمع فى أن ينال منه ، من لا يعرف الكريم ذاته ، ومن لا يرجو له وقارا؟ إن حجة هؤلاء داحضة ، ومكر أولئك يبور!
قوله تعالى :
(الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ، فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ).
هو بيان لبعض كرم الكريم ، سبحانه وتعالى ، على الإنسان ، وإحسانه إليه.
فلقد خلق الله سبحانه هذا الإنسان فى أحسن تقويم ، فعدل خلقه ، وأحسن صورته ، ومنحه عقلا امتاز به على كثير من المخلوقات : (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) (٧٠ : الإسراء).
وقوله تعالى : (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) ـ «ما» هنا للتفخيم ، الذي يشير إلى قدرة الصانع ، وما أودع فى جرم الإنسان الصغير ، من قوى عمر بها هذه الأرض ، وفتح بها مغالق كنوزها ، واستأهل أن يكون خليفة الله عليها ..
قوله تعالى :
(كَلَّا .. بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ. وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ. كِراماً كاتِبِينَ. يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ).