الله .. فجزاها الله عنّى خيرا ، وأقرّ عينها وعينى بوحيدتنا «هناء» وبارك لنا فيها ، وتولّاها برعايته وتوفيقه ، وجعلها من أحبابه وأهل ودّه ، فى الدنيا والآخرة. إنه سميع مجيب.
* * *
هذا ، وقد كنا على نية أن نلحق بخاتمة هذا التفسير ، تعريفا بالمؤلف ، يتناول حياته ، وثقافته ، وظروف الحياة التي تلبست به وهو بين يدى هذا التفسير ، وأحداث عصره التي أثّرت فيه .. فذلك ـ فى رأينا ـ مما يرفع لعينى الدارس لهذا التفسير صورة للمؤلف ، توثق الصلة به ، وتجعل حديثه إليه بظهر الغيب ، حديث مشاهدة ومشافهة ، وبهذا يتسع بينهما مجال المحاورة والمجادلة ، وتكثر فى طريقهما مواقف المراجعة والحساب ، الأمر الذي من شأنه أن يبعث نشاط الدارس ، ويستثير ملكاته ، ويشعره دائما أنه فى مواجهة من يحاسبه ويراجعه ، ويحصى عليه غفلاته ، وشرود خواطره ، كما يحاسب هو المؤلّف ويراجعه ، ويأخذ عليه غفلاته وهفواته!
نعم ، كنت على هذه النية ، حتى إذا كتب القلم آخر كلمات فى تفسير سورة الناس، وأردته على أن يمضى معى فيما انتويته من كتابة التعريف بالمؤلف ، أبى إلا جماحا وشرودا ، وبدا لى أن يد القدر تمسك بالقلم عن أن يمضى لما قصدت إليه ، وأن من الخير أن يخرج هذا التفسير خالصا من كل ما ليس من صميمه!! لهذا عوّلت على أن يكون التعريف بالمؤلف ، وما اتصل به فى عصره من أشخاص وأحداث ـ فى كتاب خاص ، يلحق به ما يسفر عنه ظهور هذا التفسير وتداوله فى محيط العلماء والدارسين ، وما لهم فيه من آراء .. فإلى لقاء مع المؤلف فى هذا الملحق .. إن شاء الله.
* * *