هذا الداء ، بل ألقوا عليه الحجارة من بعيد حتى أخفوا جثته ، وكأنهم يرجمونه ، ويشيعونه بهذه الرجوم ، وهم يذرفون الدمع الحزين عليه!!
وقوله تعالى :
(سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) ..
هذا وعيد من الله سبحانه وتعالى لما سيلقى أبو لهب فى الآخرة ، بعد أن عرف مصيره فى الدنيا ، وأن كل ما كان يكيد به للنبى ، قد ردت سهامه إليه ، فرأى بعينيه فى الدنيا ، كيف حلت الهزيمة بقريش يوم بدر ، وكيف قتل صناديدها ، وأسر زعماؤها ..
وفى وصف النار بأنها ذات لهب ، إشارة إلى شؤم هذا الاسم الذي تسمى به ، أو الكنية التي تكنّى بها «أبو لهب» .. فقد ولد ، وهو يلبس هذا الثوب الناري ، الذي جعل منه وقودا يشتعل ، ويتلهب ، وكأنه شارة من شارات جهنم ذات اللهب التي يلقاها فى الآخرة ، ويصلى جحيمها .. إنه من لهب ، وإلى اللهب ..
وقوله تعالى :
(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) ..
معطوف على فاعل «سيصلى» أي سيصلى هو نارا ذات لهب ، وستصلى امرأته معه هذا النار ، ذات اللهب ..
وقوله تعالى : (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) منصوب على الذّم ، بفعل محذوف قصد به التخصيص للصفة الغالبة عليها ، وتقديره : أعنى ، أو أقصد .. حمالة الحطب. و (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) أي حمالة الفتنة ، التي تؤجج بها نار العداوة ، وتسعى بها بين الناس ، لتثير النفوس على النبي ، وتهيج عداوة المشركين له .. فقد كانت