قول متهافت ، وأولى منه أن يراد به مطلق النحر ، وأن يراد بمطلق النحر ، إطعام الفقراء والمساكين ، وأن يراد بإطعام الفقراء والمساكين الزكاة ، إذ كان من بعضها ما يطعم منه الفقراء والمساكين .. وعبّر عن إطعامهم بما ينحر من ذبائح ، لأن ذلك خير ما يطعمونه إذ كان اللحم هو الطعام الذي يتشهاه الفقراء والمحرمون ، ولا يجدون سبيلا إليه ، وإن وجدوا السبيل إلى لقمة العيش!!
وقوله تعالى :
(إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
الشانئ : هو المبغض ، والمعادى ، والمتجنب لمن يبغضه ويعاديه ..
والأبتر : المنقطع عن كل خير ، المحروم من كل ما فيه غناء ونقع ..
وشانىء النبىّ ، هو المكذّب له ، الكافر بما يدعو إليه من الإيمان بالله ، واليوم الآخر ، والعمل الصالح الذي يرضى الله ، ويقرّب العبد من رحمته ، فيخلص بهذا من عذاب الآخرة ، وينجو من أهوالها وشدائدها ..
وشانىء النبي ، محروم من كل خير ، منقطع عن موارد الهدى والنور ، فهو إلى ضياع وهلاك ، وإلى عذاب جهنم خالدا فيها أبدا .. إن شانىء النبي ومبغضه مصروف عن الإيمان بالله ، واليوم الآخر .. وحسبه بهذا هلاكا وضياعا ، وحرمانا من كل خير ..
هذا هو حظ شانىء النبي ومبغضه ، فى كل زمان ومكان .. إنه البعد عن كل خير ، والحرمان من كل طيّب ، ثم العذاب الأليم فى نار جهنم ..
والروايات التي تحدّث عن أن هذه السورة نزلت فى العاص بن وائل ، أو عقبة بن أبى معيط ، أو أبى جهل ، أو أبى لهب ، وأنهم كانوا يعيّرون النبي صلىاللهعليهوسلم بموت ولديه ، القاسم ، وعبد الله ، وأنه لا نسل له غير هما من