التفسير :
قوله تعالى :
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ..
الضمير فى «أنزلناه» يعود إلى القرآن الكريم ، وهو وإن لم يجر له ذكر سابق فى السورة ، إلا أنه مذكور بما له من إشعاع يملأ الوجود .. فإذا نزل شىء من عند الله ، فهو هذا القرآن ، أو فيض من فيض هذا القرآن ..
وليلة القدر ، هى الليلة المباركة ، التي أشار إليها سبحانه وتعالى بقوله : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ* أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ* رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣ ـ ٦ : الدخان). وهى ليلة من ليالى رمضان ، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ). (١٨٥ : البقرة)
ومعنى (أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) أي ابتدأنا إنزاله فى ليلة القدر ، وهى الليلة التي افتتح فيها الوحى ، واتصل فيها جبريل بالنبي ، قائلا له : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).
وقد اختلف فى أي ليلة من ليالى رمضان ليلة القدر ، وأصح الأقوال أنها فى العشر الأواخر من رمضان .. واختلف كذلك أي ليلة هى فى الليالى العشر ، وأصح الأقوال كذلك أنها فى الليالى الفردية ، أي فى الليلة الحادية والعشرين ، أو الثالثة والعشرين ، أو الخامسة والعشرين أو السابعة والعشرين أو التاسعة والعشرين .. وأصح الأقوال هنا أنها الليلة السابعة والعشرون ، أي الليلة السابعة من العشر الأواخر من رمضان .. وهذا ما يروى عن ابن عباس من أنه