آيات الله ، هى الناقة ، وجعل وقوع العذاب الذي أنذروا به رهنا بأن يتعرضوا لتلك الناقة بسوء : (وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ ، فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (٦٤ ـ ٦٥ هود)
وقوله تعالى : «بطغواها» أي بسيب طغواها ، أي بطغيانها ، ومجاوزتها الحد فى العدوان على حرمات الله ـ كان تكذيبها برسول الله وبآيات الله ..
وقوله تعالى :
(إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها)
أي ولقد بلغت ثمود غاية الطغيان والعدوان ، حين «انبعث أشقاها» أي اندفع هذا الشقي من أبنائها فى جنون صارخ ، نحو الناقة ، يريد عقرها ، فلم يقف فى طريقه أحد ، ولم ينصح له ناصح ، بل تركوه يمضى إلى حيث سوّلت له نفسه ، عقر الناقة ، فعقرها ، فعمهم البلاء ، جميعا ، وكان صاحبهم هذا أشقى هؤلاء الأشقياء الذين تركوه ، ولم يأخذوا على يده ..
قوله تعالى :
(فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)
أي حين رأى صالح ما يريد هذا الشقي بالناقة من سوء ، حذّر القوم من أن يرتكبوا هذه الحماقة المهلكة .. فقال لهم : «ناقة الله» أي احذروا ناقة الله ، وإياكم أن تمسوها بسوء ، أو تعرضوا لها يوم شربها ، وأن تمنعوها السّقيا فى يومها المرسوم لها ..