أشبه بحصون .. كما يشير إلى ذلك قوله تعالى : (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ) (١٤٩ : الشعراء)
قوله تعالى :
(وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ)
معطوف على «وثمود» ..
والأوتاد جمع وتد ، وهى تلك الأهرامات العظيمة التي أقامها فراعين مصر ، فكانت أشبه بالجبال ، التي هى أوتاد الأرض ، كما يقول سبحانه : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً. وَالْجِبالَ أَوْتاداً) (٦ ، ٧ : النبأ)
وقوله تعالى :
(الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ* فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ)
(الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ) هو وصف لعاد ، وثمود ، وفرعون .. فهم جميعا من الطغاة الباغين ، الذين استبدوا بالبلاد ، وبالعباد ، فأشاعوا الفساد حيث كانوا ، ولهذا أخذهم الله جميعا بالعذاب فصّبه صبّا عليهم.
والسوط : أصله من ساط الشيء يسوطه ، أي خلطه بغيره ، لأن السوط يختلط بالجلد ، حين يضرب به ..
وسوط العذب ، هو خليط من ألوان العذاب ، وقد أخذ الله سبحانه كلّ جماعة من أهل الضلال بلون من ألوان الهلاك كما يقول سبحانه : (فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا) (٤٠ : العنكبوت)