بِمُصَيْطِرٍ (٢٢) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (٢٤) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ(٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (٢٦)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ* وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ* وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ* وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) ..
هو إلفات لهؤلاء المشركين المكذبين بالغاشية ، إلى قدرة الله سبحانه وتعالى ، تلك القدرة القادرة على أن تعيدهم إلى الحياة بعد الموت ، وأن تردّهم إلى الله سبحانه ، للحساب والجزاء ..
وفى إلفاتهم إلى الإبل ، وإلى ضخامتها ، وقوتها ، وما أودع الخالق فيها من قوى قادرة على حمل الأثقال ، والمشي فى الرمال ، وإلى الصبر على الجوع والعطش ـ كل هذا يكشف عن صانع عظيم ، عليم ، حكيم ، خلق فسوى ، وقدر فهدى ..
ولأن أول ما يلفت النظر إلى الإبل ، هو قاماتها العالية ، ورقابها المرفوعة ، فقد ناسب ذلك أن يلفتوا إلى السماء ، وإلى هذا العلو الشاهق الذي لا حدود له .. (وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) .. كذلك ناسب أيضا أن يلفتوا إلى الجبال ، وقد مدت رقابها فوق الأرض كأنها رقاب الإبل ، أو أسنمتها .. (وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) .. ثم إن الشأن ليس فى رفع الشيء وعلوه ، فما رفع الشيء إلا لحكمة ، كما أنه ما خفض شىء إلا لحكمة .. فهذه الأرض المبسوطة الممدودة ، لو كانت كلها أسنمة كأسنمة الإبل ، أو رقابا كرقابها ، لما أمكن الانتفاع بها ، والسير فيها .. فهى مع ارتفاع بعض أجزائها ، قد انبسط