فى هذا من كان من أهل الجنة ، أو من أهل النار .. وقد ذكر القرآن الكريم لقاءات كثيرة للناس مع الملائكة ، فى موقف الحساب ، وفى الجنة ، وفى النار ..
والضمير فى «فوقهم» فى قوله تعالى : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) يعود إلى «الملك» بمعنى الملائكة .. فهو مفرد لفظا ، جمع معنى ، كما فى قوله تعالى : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) .. أي ويحمل عرش ربك فوق هؤلاء الملائكة (ثَمانِيَةٌ).
وقد اختلف فى الثمانية : أهم ملائكة ، عددهم ثمانية؟ أم هم ثمانية صفوف من الملائكة؟ أم ثمانية أفلاك ، هى أطباق السموات ، التي فيها الجنات الثماني؟ وهذا يعنى أن عرش الله ، أي سلطانه ، قائم على هذا الوجود العلوي ، مستو عليه ..
والعرش ، وحملة العرش ، والملائكة ، والكرسي ، والقلم ، واللوح ، ونحوها ، هو مما يلزمنا التصديق به كما تحدث القرآن الكريم عنه ، دون البحث عن الصورة التي تكون عليها هذه المبدعات التي استأثر الله سبحانه وتعالى وحده بعلمها.
والسؤال عن هذه الغيبيات ، بدعة ، والتصدّى لتكييفها تكلّف ، وقد يجر إلى الافتراء على الله ..
وتفويض العلم بها إلى الله ، والإيمان بها على ما أخبر به القرآن عنها ، هو الإيمان السليم ، القائم على التسليم لله ، والتصديق بما نزل على رسول الله ، من آيات الله .. وهو الإيمان بالغيب ، الذي أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ