والجواب : أن نعم ؛ وعلى كلا الرأيين الذين ذهبنا إليهما ..
فإن رسل الله ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ سيظهرون مرة أخرى مع أقوامهم فى مشهد الحساب والجزاء ، يشهدون على أقوامهم ، وما كان منهم من استجابة لهم ، أو خلاف عليهم ، وتكذيب بهم ، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ .. وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (٤١ : النساء) وقوله سبحانه : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ. فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ؟) (١٠٩ : المائدة).
أما العقول التي ضاع رشادها ، والقلوب التي عميت بصيرتها ـ فإنها تجىء يوم القيامة وقد انكشف الغطاء عنها ، فترى الأمور رؤية كاشفة ، وتعرف الحقّ واضحا مشرقا .. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (٢٢ : ق)
قوله تعالى :
* (وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ) يوم الفصل ، هو يوم القيامة ، الذي يفصل فيه سبحانه وتعالى بين الناس.
والاستفهام يراد به تهويل هذا اليوم ، وما يقع فيه من أحداث ، لا يمكن أن تتصورها الأوهام ، ولا أن تحيط بها العقول.
وقوله تعالى :
* (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) .. هو جواب الشرط «إذا» فى قوله تعالى : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) وما عطف عليه.
والويل : هو الهلاك والبلاء المبين .. وهو وعيد للمكذبين بهذا اليوم ، حيث لم يعدّوا أنفسهم له ، ولم يعملوا حسابا للقائه .. (إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً) (٢٧ : النبأ)