التفسير :
قوله تعالى : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ).
وإذ تقرّر أن يوم الفصل آت لا ريب فيه ، وأن ما يوعد الناس به فى هذا اليوم واقع لا محالة ـ إذ تقرر هذا جاءت الآيات لتعرض صورا من مشاهد هذا اليوم ، وما يقوم بين يديه من إرهاصات ..
فمن إرهاصات هذا اليوم التي تتقدم وقوعه ، أن تطمس النجوم ، أو يذهب ضوءها ، فلا تراها العيون على ما عهدتها عليه من قبل فى هذه الدنيا .. وأن تنشق السماء ، فلا ترى سقفا مصمتا مغلقا كما تبدو للناظرين اليوم : (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً) .. وأن تضيع معالم الجبال ، فلا يرى لها على وجه الأرض ظل : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً ، فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً ، لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) .. (١٠٥ ـ ١٠٧ : طه)
وقد أشرنا فى غير موضع من تفسيرنا : «التفسير القرآنى للقرآن» (١) ـ إلى أن تغير هذه المعالم الكونية يوم القيامة ـ إنما هو نتيجة لتغير موقف الإنسان منها ، وما يطرأ على حواسه المتلقية لها من تغير .. أما هذه المعالم فى ذاتها فهى باقية على ماهى عليه .. ومن إرهاصات يوم القيامة أن تؤقت الرسل ، أي يؤجل بعثها إلى الناس ، فلا يبعث فيهم رسول .. وهذا يعنى أننا منذ بعثة الرسول محمد ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ونحن على مشارف هذا اليوم الموعود ، إذ كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه ـ خاتم رسل الله ، وأن لا نبى بعده .. وهذا ما يشير إليه الرسول الكريم بقوله «بعثت أنا والساعة كهاتين» ـ وأشار ـ
__________________
(١) انظر مثلا ، تفسيرنا لسورة «الطور».