أو يدفعوا بها إليها إن كانوا غير مؤمنين بها .. فإن المسيحية ـ على الرغم من أنها تلبس لباس الروحانية ـ حين تحدثت عن النعيم الذي يلقاه أهل الجنة ـ نجدها تعرض صورا حسية من هذا النعيم ، مثل تلك الصور التي جاء بها القرآن ، سواء بسواء!.
فقد ذكر المسيح ـ عليهالسلام ـ لتلاميذه ، أنهم سيشربون معه من ابنة العنب فى ملكوت السموات : يقول لهم : «إنى لست شاربا من ابنة هذه الكرمة حتى أشربها معكم فى ملكوت السموات (١)».
فأخبر بأن فى الملكوت شرابا ، وشرابا من خمر ، وحيث يكون شراب ، لا يستنكر المأكل .. فيقول السيد المسيح : «ستأكلون وتشربون على مائدة أبى (٢)».
ثم هناك إلى جانب الأكل والشرب ، غرف لأهل الجنة .. يقول السيد المسيح : «ما أكثر الغرف والمساكن عند أبى (٣)».
فالقرآن إذن لم يكن بدعا بين الكتب السماوية ، فيما جاء فيه عن النعيم الحسىّ فى الجنة .. فلم تتهم شريعة الإسلام وحدها بأنها شريعة الجسد ، وبأنها الشريعة التي تغرى أتباعها بهذه الألوان التي يسيل لها لعابهم ، وتستيقظ لها حيوانيتهم؟.
إنها تهمة ظالمة باطلة ..!
__________________
(١) إنجيل متى (٢٦ : ٢٩).
(٢) إنجيل متى : (٢٢ : ٣).
(٣) إنجيل يوحنا (١٤ : ٢).