ضلالهم ، وأن يطلبوا النجاة والسلامة لأنفسهم من الدينونة والعقاب فى الآخرة التي لا بد منها ..
قوله تعالى :
* (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) ..
هو دليل من الأدلة الكاشفة عن قدرة الله ، وأن من متعلقات هذه القدرة بعث الموتى من القبور ..
فهؤلاء الموتى ، قد كانوا عدما قبل أن تخرجهم القدرة القادرة إلى الحياة ، كما يقول سبحانه : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٢٨ : البقرة).
وهذا الإنسان الذي ينكر البعث ، ويستبعده على قدرة الله ـ ألا ينظر إلى أثر هذه القدرة فيه؟ ثم ألا يدرس مسيرة حياته ، ليعلم من أين بدأ؟ وكيف صار؟ وإلى أين انتهى؟.
إنه لم يك شيئا أبدا : (أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) (٦٧ : مريم) ..
ثم إنه كان نطفة من منىّ .. لا تعدو أن تكون أشبه بالمخاط ، تستقذره النفوس وتمتهنه ، كما يقول سبحانه : (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) (٢٠ : المرسلات) .. وهو مهين لأنه لا ينتفع به فى أي وجه من وجوه النفع ، إلا إذا امتدت إليه يد القدرة ، فنفخت فيه من روح الحق جل وعلا ..
وفى وصف المنى بأنه (يُمْنى) ـ إشارة إلى أنه لا يكون قابلا للإخصاب