قوله تعالى :
* (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً)
«إن» هنا نافية ، بمعنى «ما» ..
أي قل أيها النبي لهؤلاء المشركين ، إن هذا اليوم الذي توعدون به ، والذي ستعلمون فيه أنكم أضعف ناصرا وأقل عددا ـ هذا اليوم لا أدرى متى هو؟ .. أهو قريب ، قد أظلكم ، وأطلّ عليكم بوجهه ، أم هو ممتد إلى ما يعلم الله سبحانه ويجعل له أمدا ينتهى عنده ..
وفى قوله تعالى : (يَجْعَلُ) بمعنى يقدّر ، وفى التعبير عن التقدير بفعل المستقبل ، إشارة إلى إخراج هذا التقدير من حيز العلم المكنون عند الله ، إلى حيز الواقع والمشاهد ، حيث يبدو الناس ما وعدوا به يوم ينتهى الأمد المعلوم عند الله لهذا اليوم.
قوله تعالى :
* (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً* إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) ـ أي أن ربى هو عالم الغيب ، فلا يعلم الغيب إلا هو ، ولا يظهر ، أي يطلع على غيبه أحدا ، إلا من ارتضى من رسول.
فقوله تعالى : (إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) الله» هو استثناء من قوله تعالى : (فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً) .. أي أنه سبحانه قد استأثر وحده بعلم الغيب ، وأنه سبحانه لا يطلع أحدا على هذا الغيب إلا من ارتضى أي اختار من بعض رسله ..