أن يبعث شيئا من الخدر والفتور بتلك المتتاليات الواقعة على الأذن .. فإذا جاءت هذه «الواو» أحدثت تغييرا فى مجرى النغم ، فيتنبه السامع ، ويستيقظ من إغفاءته ..
وثانيا : أن هذه الصفات السبع التي سبقت حرف العطف ، يمكن أن تكون فى مجموعها مما تتصف به المرأة الواحدة ، فتجمع بين الإسلام ، والإيمان ، والقنوت ، والتوبة ، والتعبد ، والسياحة ، أي الصوم ، والثيوبة .. أو البكورة .. أما أن تكون ثيبا وبكرا فهذا محال .. ولهذا جاء العطف هنا ، فكانت الثيوبة مع ما سبقها من صفات ، مما يمكن أن تكون عليه حال بعض النساء .. وكانت البكورة مع ما سبقها أن تكون لبعض آخر منهن ..
وقد جاء على هذا الأسلوب من النظم قوله تعالى : فى سورة التوبة : (التَّائِبُونَ .. الْعابِدُونَ .. الْحامِدُونَ .. السَّائِحُونَ .. الرَّاكِعُونَ .. السَّاجِدُونَ .. الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ .. وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ ، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (الآية : ١١٢) .. فقد جاء العطف بعد سبع صفات ، فى سرد لم يتوسطه حرف عطف ، كما أن المعطوف لم يكن آخر ما يعطف ، بل عطفت عليه صفة أخرى ..
وهذا يقوى من الرأى للقائل بأن رتابة السرد ، هى التي تقضى بهذا العطف عند بلوغ حد معين من المسرودات ، لا يتجاوز سبع كلمات ..
____________________________________
الآيات : (٦ ـ ٩)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ