ولو أنّى حبيت الخلد وحدي |
|
لما أحببت فى الخلد انفرادا |
قوله تعالى :
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) ..
هو عرض لقدرة الله ، وبسطة سلطانه ، على هذا الوجود ، وأنه سبحانه خلق سبع سموات ، وخلق من الأرض سبع أرضين ..
وليست المثلية التي بين السموات ، والأرض مثليّة فى القدر ، والحجم ، وإنما هى مثلية فى التنوع والاختلاف ، فكما أن لكل سماء نظاما ، مختلفا عن الأخريات ، كمّا وكيفا ، كذلك لكل إقليم من أقاليم الأرض ، أو كل طبقة من طبقاتها ، نظام ، يختلف عما سواه ، قدرا ، وكيفا ..
ومن النظر فى خلق السموات والأرض ، يتبين ما لله سبحانه وتعالى من قدرة ، وماله سبحانه ، من علم قائم على هذه العوالم ، يضبطها ، ويدبّر أمرها ..
ومن علم هذا ، علم أنه ـ كإنسان مخلوق لله ـ لا يخرج عن سلطان الله ، ولا يغيب عن علم الله شىء مما عمل ، وأنه محاسب على ما يعمل من خير أو شر ، فليتق الله ، وليعمل صالحا ، حتى لا يقع تحت غضب الله ، وينزل منازل الهلكى ، من الضالين المكذبين بآيات الله ، ورسل الله ..
* * *