وأما اللائي يئسن من المحيض ، وهنّ اللائي بلغن سنّ اليأس ، حتى انقطع الحيض عنهن .. فهؤلاء عدتّهن ثلاثة أشهر ..
وأما اللاتي لم يحضن أصلا ، لصغرهن ، أو لأنهن من الممتدات الطهر أبدا ، فلا يحضن ـ هؤلاء عدتهن ثلاثة أشهر كذلك .. وأما ذوات الحمل ، فعدتهن وضع حملهنّ ..
وأمّا قوله تعالى : (إِنِ ارْتَبْتُمْ) فهو اعتراض بين المبتدأ والخبر ، للإشارة إلى الحال الداعية إلى هذا الحكم الذي تضمنته الجملة ، وهو أن يكون ذلك عن شك وارتياب ، فى حال المرأة التي بلغت السنّ الميئوس فيها من الحيض ، ثم ترى الدم ، لا تدرى إن كان دم حيض ، أو استحاضة .. فهذه عدتها ثلاثة أشهر ، أي أنها تعتد بالأشهر ، ولا تعتد بالقروء ..
قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) .. أي من يلتزم حدود الله ، فيما أمر ونهى ، جعل الله له يسرا فى كل أمر يعالجه ، فإنه من هدى الله على نور من ربه ، (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ). (٤٠ : النور)
قوله تعالى : (ذلِكَ أَمْرُ اللهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ) أي هذه الأحكام التي بيّنها الله سبحانه فى هذه الآيات ، هى أمر من الله سبحانه وتعالى ، يجب الوفاء به ، حيث يحاسب المقصّر ، ويجازى المطيع ..
وقوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ ، وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) .. هو دعوة عامة إلى تقوى الله والتزام حدوده .. وأن من يتق الله يكفر الله عنه سيئاته ، بما فعل من إحسان كما يقول سبحانه : «إن الحسنات يذهبن السيئات» «ويعظم له أجرا» أي ويضاعف له الثواب.
قوله تعالى :
(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا