هذا الاتجاه ، لا تحسب له إذا هو أخفق ، ولم يبلغ موقع الإيمان ، ولم يملأ به قلبه ، ولم تتشربه مشاعره! ..
قوله تعالى :
(وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) ..
هو تعقيب على الخبر الوارد فى قوله تعالى : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) ..
أي مع أنه من المقرر أن ما قدّره الله هو كائن ، وأن أحدا لا يفعل خيرا أو يصيب شرّا ، إلا ما كان فى صفحة القدر المكتوب له ـ مع هذا فإن الدعوة قائمة على الناس جميعا ، بأن يطيعوا الله ورسوله ، وأن يستجيبوا لما يدعون إليه ، من الإيمان بالله ورسوله ، ومن العمل الصالح الّذى يدعو إليه الله ورسوله ..
وإنه لمطلوب من الإنسان أن يعمل ما يأمر الله به ، وإن ينتهى عما نهاه الله عنه ، غير ملتفت إلى قدر الله فيه ، فإن الالتفات إلى هذا مضلّة ، لأنه لا يدرى ماذا قدر الله له .. إنه يعمل فى قدر الله ، ويجرى على حدود هذا القدر ، دون أن يعلم شيئا مما قدّر له .. فإذا وقع العمل منه ، كان ذلك العمل هو قدره المقدور له .. فإن كان حسنا حمد الله وشكر له ، وإن كان سيئا ، كان حريّا به أن يجدّ فى الاتجاه إلى الله ، وأن يسأله الهداية والتوفيق ..
وقوله تعالى : (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) ـ هو