كأن فجاج الأرض وهى عريضة |
|
على الخائف المكروب كفّة حابل |
وقوله تعالى : (هُمُ الْعَدُوُّ) خبر كاشف عن حقيقة هؤلاء المنافقين ، وأنهم على ما يبدو منهم ، من ظاهر مغلّف بالتلطف والتودّد ـ هم العدوّ ، الذي تتجسم فيه العداوة كلها ، حتى لكأنهم العدوّ وحدهم للنبىّ ، دون الناس جميعا ..
وقوله تعالى : (فَاحْذَرْهُمْ) هو تعقيب على هذا الخبر عن المنافقين ، وأنه إذ علم أنهم هم العدوّ الذي يخفى وراء ظاهره ، كيدا ، ويضمر فى باطنه سوءا ـ فيجب الحذر منهم ، والحيطة من الأمان لهم ، والاتهام لكل قول يقولونه ، أو ودّ يظهرونه ..
وقوله تعالى : (قاتَلَهُمُ اللهُ) .. هو دعاء عليهم ، يحمل التهديد لهم من الله سبحانه وتعالى ، بأنهم فى معرض النقمة من الله ، وأن حربا من الله أعلنت عليهم ، وأنه ليس وراء حرب الله لهم إلّا الهلاك المبير ، والخسران المبين ..
وقوله تعالى : (أَنَّى يُؤْفَكُونَ) استفهام يراد به الإنكار عليهم لهذا الطريق الذي أخذوه إلى مواقع الضلال .. أي كيف يصرفون عن الحق إلى الباطل ، وعن الهدى إلى الضلال.
قوله تعالى :
* (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ).
أي أن من أمارات هؤلاء المنافقين ، أنهم إذا دعوا إلى طريق الحقّ نفروا ، وإذا نصح لهم ناصح بأن ـ يعرضوا أنفسهم على رسول الله ليستغفر لهم ـ (لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) .. أي أداروا رءوسهم ، يمينا وشمالا ، فى حركة مجنونة ، حتى