انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (١١)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
مناسبة هذة الآية لما قبلها ، هى أن السورة قد بدأت بذكر هذه النعمة العظيمة التي أنعم الله بها على المؤمنين ، إذ بعث فيهم رسولا منهم ، يتلو عليهم آيات الله ، ويزكيهم ، ويعلمهم الكتاب والحكمة .. وهذه النعمة العظيمة لا تثمر الثمر الطيب الذي تحمله إلا إذا صادفت من يرعاها ، ويعرف قدرها ، وإلّا انقلبت هذه النعمة نقمة على أهلها ، فحوسبوا على تضييعها ، ووقعوا تحت طائلة العقاب الأليم ، كما وقع ذلك لليهود الذي حمّلوا التوراة ، ثم لم يحملوها ، فكان مثلهم مثل الحمار يحمل أسفارا ، وقد أوعدهم الله سبحانه بما توّعد به الظالمين ـ فناسب أن يجىء بعد هذا ، أن ينبّه المسلمون إلى ما ينبغى أن يكون منهم لرعاية هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم ، وكان أول ما نبهوا إليه ، هو الصّلاة ، إذ كانت الصلاة عماد الدين ، وكانت الركن الأول من أركانه ، بعد الإيمان بالله .. وإذ كانت صلاة الجمعة أظهر صلاة فى أيام الأسبوع ، لأنها الصلاة الجامعة ، التي لا تصحّ إلا فى جماعة ـ فقد كان الإلفات إليها إلفاتا إلى الصلوات المفروضة كلّها.
وقوله تعالى : (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ) أي إذا جاء وقتها ، وأذّن المؤذن بها.