اليهود يهودا ، لأنهم رجعوا إلى الله تائبين ، بعد أن عبدوا العجل ، كما جاء فى فى قوله تعالى على لسان موسى (وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) (١٥٦ : الأعراف) ..
ثم لزمهم هذا الاسم ، ولعنهم الله وهم معروفون به ..
فالخطاب فى الآية الكريمة موجّه من النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى اليهود ، بأمر ربه ، ليقول لهم : إن صحّ ما زعمتموه ، من أنكم أولياء لله من دون الناس ، وأن الله سبحانه وتعالى قد اختصكم بالفضل والإحسان ، حتى لقد قلتم إنكم أبناء الله وأحباؤه ـ إن صحّ زعمكم هذا ، فتمنّوا الموت واطلبوه ، إن كنتم صادقين فيما تزعمون .. فإن هذا الموت سيصير بكم إلى الله الذي تزعمون أنكم أولياؤه وأبناؤه وأحباؤه .. والولىّ إنما يشتاق إلى لقاء وليّه ، والابن إنما يسعى إلى لقاء أبيه ، والحبيب إنما يشوقه لقاء من أحب .. فلم لا تتمنون الموت ، ولا تطلبونه ، وهو السبب الذي يصلكم اتصالا مباشرا بالله ، الذي تزعمون أنكم أولياؤه وأحباؤه من دون الناس!
إن هذا ادعاء كاذب منكم ، ونفاق تنافقون به أنفسكم ، إذ لو كنتم مؤمنين بما تزعمون ، لما فزعتم من الموت ، ولما حرصتم على الحياة هذا الحرص الذي جعل منكم أجبن الناس ، وأشدهم فرارا من لقاء العدو ..
وفى هذا يقول الله تعالى : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ) (٩٦ : البقرة) ..
وهذا لا يكون إلا من إنسان يرى الموت نهاية لوجوده ، أو يرى أن وراء الموت أهوالا تنتظره ، بما قدمت يداه من آثام ..