التفسير :
قوله تعالى :
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) ..
هو عرض لصورة من صور النعيم ، الذي حرمه أهل الضلال ، الذين تلفح وجوههم النار ، وهم فيها كالحون ..
فهذا النعيم الذي يراه أهل النار بأعينهم ، ويرون فيه أقواما كانوا من قبل موضع استهزاء بهم وسخرية منهم ـ هذا النعيم ، كان يمكن أن يكون لهم نصيب منه ، ولكنهم صرفوا وجوههم عنه فى الدنيا ، وسفّهوا الذين كانوا يدعونهم إليه ، فأبقى لهم ذلك حسرة دائمة ، وبلاء طويلا ممتدا .. لا ينتهى أبدا ..
وفى هذا ما يضاعف من عقابهم ، ويزيد فى شقائهم ، على حين أنّه يقدّم بين أيدى المؤمنين المتقين ، ويرفع لأبصارهم فى تلك الجنّة التي وعدوا بها ، فيرونها دانية منهم ، يشوقهم لقاؤها ، والسعى الحثيث إليها ..
وقوله تعالى : (فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) هو حال من المتقين .. أي أنهم وهم فى جنتهم تلك ، يتفكهون بما فيها من طيبات تملأ نفوسهم رضا وحبورا ..
وأصل التفكّه : من الفكاهة ، وهو حديث فكه ، يوننس به .. وسميت الفاكهة فاكهة للذة طعمها فى الأفواه ، كلذّة الحديث الفكه على الآذان.