واتل أيها المؤمن الآيات الكريمات :
(هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ* هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ* هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
وانظر فى وجهها الكريم ، فإنك لا تجد فيها حرف عطف واحدا ، إذ كانت مستغنية بما بينها من تلك الوحدة الجامعة لها جميعا من الكمال والجلال عن أن يدخل عليها ما ليس منها .. إنها نور إلى نور ، وما كان النور أن يحتاج إلى شىء يمزج شعاعاته بعضها بعض ، أو يصل بعضها ببعض ..
فهذه الصفات الكريمة هى صفة واحدة فى تفرقها واجتماعها .. وكل صفة منها تجمع جميع الصفات .. فهى صفة فى صفات ، وصفات فى صفة ، وما هذا التعدد إلا من وجهة نظرنا نحن البشر ، حسب ما يبدو لعقولنا من تجليات الله سبحانه وتعالى علينا ، وذلك أشبه ـ من غير تشبيه ـ بما يقع لأبصارنا من الضوء يمر خلال منشور زجاجى ، فتنعكس لأبصارنا عليه ألوان الطيف ، وليس ثمة. فى الحقيقة ـ إلا هذا الضوء المشع الذي يفيض من عالم النور.
* * *